أخبار السيارات

شاحنات “سايبرتراك” من تسلا “كارثة مالية” لأصحابها.. ماذا حدث؟

شهدت شاحنة “سايبرتراك” الكهربائية، التي أطلقتها شركة تسلا الأمريكية وسط ضجة إعلامية كبيرة، تراجعًا حادًا في قيمتها السوقية في سوق السيارات المستعملة بالولايات المتحدة، مما أثار حالة من القلق والإحباط بين ملاكها.

ووفقًا لتقرير نشره موقع “إليكتريك” المتخصص في متابعة أنظمة النقل الكهربائية، فإن الشاحنة التي كانت تروج كرمز للابتكار التكنولوجي تحولت إلى ما يوصف بـ”كارثة مالية” لأصحابها، مع انخفاضات غير مسبوقة في أسعار إعادة البيع.

انخفاض كبير في أسعار تسلا سايبرتراك المستعملة

وبعد عام من قرار تسلا رفض عمليات استبدال الشاحنات المستعملة، عادت الشركة مؤخرًا للسماح بهذه العمليات، لكن العروض المقدمة للملاك أثارت صدمة واسعة.

اقرأ أيضًا: أفضل 5 سيارات SUV في مصر لعام 2025.. تبدأ من 900 ألف جنيه

ووفقًا لمعلومات حصل عليها موقع “إليكتريك” من “نادي أصحاب سايبرتراك”، عرضت تسلا 65 ألف دولار فقط (ما يعادل حوالي 3.235 مليون جنيه مصري) لإعادة شراء شاحنة سايبرتراك كانت قد بيعت في عام 2024 بسعر 100 ألف دولار، وقطعت مسافة 10 آلاف كيلومتر فقط، وهذا يعني خسارة مالية بنسبة 35% خلال عام واحد.

وفي حالة أخرى، تلقى مالك شاحنة سايبرتراك، قطعت مسافة 51,499 كيلومتر، عرضًا من تسلا بقيمة 60,500 دولار فقط، أي خسارة تقارب 39.5% من سعر الشراء الأصلي.

وهذه الأرقام، التي وصفها موقع “إليكتريك” بـ”الجنونية”، تعكس تراجعًا غير متوقع في قيمة الشاحنة التي كانت تروج كواحدة من أكثر المركبات ابتكارًا في سوق السيارات الكهربائية.

تحديات فنية ومشاكل تصميمية

ولم تكن الانخفاضات المالية هي التحدي الوحيد الذي واجهته شاحنة سايبرتراك، فقد تعرضت الشاحنة لانتقادات حادة بسبب هيكلها الخارجي المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ، والذي وعدت تسلا بأنه “مقاوم للرصاص”.

ولكن بعض الملاك أبلغوا عن ظهور بقع صدأ على السطح الخارجي، مما أثار تساؤلات حول جودة المواد المستخدمة.

كما تم استدعاء الشاحنة عدة مرات لمعالجة مشاكل فنية بسيطة، مما زاد من إحباط الملاك.

وإضافة إلى ذلك، تخلت تسلا عن خططها لإدخال تحسينات كانت تهدف إلى زيادة مدى الشاحنة الكهربائية، مما أدى إلى تقليص جاذبيتها مقارنة بالمنافسين في السوق.

وهذه العوامل مجتمعة ساهمت في تراجع الثقة في الشاحنة كاستثمار طويل الأجل.

تسلا سايبر تراك
تسلا سايبر تراك

تخفيضات أسعار تسلا سايبرتراك

ويعزى التراجع الحاد في قيمة إعادة البيع جزئيًا إلى وفرة المعروض من شاحنات سايبرتراك.

ووفقًا لتقارير حديثة، وصل مخزون تسلا من هذه الشاحنات إلى مستوى قياسي بلغ 10 آلاف وحدة خلال الشهر الجاري، مما دفع الشركة إلى تقديم خصومات كبيرة لتصريف المخزون.

وهذا التكدس في المخزون يعكس تباطؤ الطلب على الشاحنة، على الرغم من أن تسلا كانت قد أعلنت سابقًا عن تلقيها أكثر من مليون طلب حجز.

ومع ذلك، لم يتحول سوى 40 ألف طلب حجز إلى عمليات شراء فعلية، مما يشير إلى فجوة كبيرة بين الاهتمام الأولي والالتزام الفعلي بالشراء.

اقرأ أيضًا: أسعار ومواصفات سوزوكي سويفت في مصر.. أصغر هاتشباك موديل 2025

التخريب والجدل السياسي

ولم تقتصر مشاكل سايبرتراك على الأداء المالي والفني، بل امتدت إلى قضايا خارجية أثرت على سمعة العلامة التجارية.

وقد أبلغ ملاك سيارات تسلا في عدة دول عن تعرض مركباتهم لأعمال تخريب، بما في ذلك الحرق والتلف العمدي، احتجاجًا على مواقف إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لتسلا ومالك الحصة الرئيسية في الشركة.
وارتبطت هذه الأعمال بدعم ماسك المثير للجدل لسياسات اليمين المتطرف ونشره معلومات مضللة، مما أدى إلى تصاعد التوترات حول العلامة التجارية.

“فشل تجاري” أم فرصة للتعافي؟

ووصف موقع “إليكتريك” شاحنة سايبرتراك بأنها “فشل تجاري”، مشيرًا إلى أن الانخفاض الحاد في قيمتها يعكس تحديات أعمق تواجهها تسلا في الحفاظ على مكانتها كرائدة في سوق السيارات الكهربائية.

ومع ذلك، يرى بعض المحللين أن هذه الأزمة قد تكون فرصة لتسلا لإعادة تقييم استراتيجياتها، سواء من حيث التسعير أو تحسين جودة المنتج.

تسلا سايبر تراك
تسلا سايبر تراك

وتواجه شاحنة سايبرتراك الكهربائية، التي كانت تروج كرمز للابتكار والقوة، تحديات غير مسبوقة تتراوح بين انخفاض قيمتها السوقية، ومشاكل فنية، وتداعيات خارجية مرتبطة بسمعة الشركة.

وفي الوقت الذي تسعى فيه تسلا لتصحيح المسار من خلال خصومات وإعادة تقييم سياسات الاستبدال، ويبقى السؤال: هل ستتمكن الشركة من استعادة ثقة ملاكها والسوق؟ أم أن سايبرتراك ستبقى رمزًا لتجربة طموحة لم تحقق النجاح المتوقع؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى