أخبار السيارات

رحل خوسيه موخيكا .. الرئيس الذي رفض مليون دولار مقابل سيارته القديمة

في عالم السياسة، قليلون هم القادة الذين يخلّدهم التاريخ بتواضعهم لا بسياساتهم، ومن بين هؤلاء، يبرز اسم خوسيه موخيكا، رئيس أوروغواي السابق، الذي توفي اليوم 14 مايو 2025، واستطاع خلال رحلته أن يكون رمزًا عالميًا للزهد والتواضع، حين رفض عرضًا بمليون دولار أمريكي مقابل بيع سيارته المتواضعة من طراز فولكس فاجن بيتل موديل 1987.

في وقتٍ اعتاد فيه الناس أن يروا رؤساء الدول يتنقلون في مواكب ضخمة داخل سيارات مصفحة فاخرة، اختار موخيكا طريقًا مختلفًا تمامًا، كان يقود بنفسه سيارة فولكس بيتل الزرقاء، ويعيش في مزرعة ريفية بسيطة دون حراس شخصيين أو كماليات، مكتفيًا بزوجته، وكلب بثلاث أرجل، وأرض يزرعها بيديه.

خوسيه موخيكا والقصة الكاملة وراء عرض المليون دولار

في عام 2014، تناقلت الصحف أنباء عن تلقّي موخيكا عرضًا مغريًا من رجل أعمال عربي لشراء سيارته القديمة مقابل مليون دولار، قد يبدو هذا العرض غريبًا، ولكن ما جعله أكثر غرابة هو رد موخيكا عليه، والذي أثار إعجاب الملايين حول العالم.

الرئيس الذي لقب بـ”أفقر رئيس في العالم” لم يتردد في رفض العرض، بل وصرّح من قبل أن السيارة تمثل له شيئًا رمزيًا لا ماديًا، حيث قال إن السيارة هدية من أصدقاء أعزاء دعموا مسيرته خلال النضال، وإنه لا يستطيع بيعها حتى لو عرضوا عليه أضعاف ذلك المبلغ.

وقد أضاف أن المال لا يُساوي شيئًا أمام القيم والروابط الإنسانية، لكنه لمح إلى إمكانية بيعها مستقبلًا، فقط في حالة توجيه العائد منها إلى مشروع إنساني، كإنشاء مأوى للمشردين أو دعم مشروعات اجتماعية تخدم الفقراء.

خوسيه موخيكا
خوسيه موخيكا

فولكس فاجن بيتل سيارة أصبحت رمزًا لخوسيه موخيكا

سيارة فولكس فاجن بيتل موديل 1987 كانت واحدة من أبسط السيارات في السوق اللاتينية، لم تكن تملك تقنيات متقدمة، ولا محركًا قويًا، لكنها أصبحت من أشهر السيارات في العالم بفضل شخصية صاحبها المتواضع.

في عدة لقاءات صحفية، ظهر موخيكا وهو يقود سيارته بنفسه دون أي حراسة، وعندما سُئل عن سبب احتفاظه بها، قال ببساطة إنه مرتاح فيها، ولا يحتاج إلى أكثر من وسيلة تنقله من مكان إلى آخر، السيارة أصبحت رمزًا سياسيًا وإنسانيًا في حد ذاتها، وعلامة واضحة على رفضه لمظاهر الترف التي تصاحب السلطة.

الرئيس الذي تبرع بمعظم راتبه وبقي صادقًا حتى النهاية

موخيكا لم يكتفِ فقط بقيادة سيارة قديمة، بل كان يتبرع بمعظم راتبه كرئيس للجمهورية، محتفظًا فقط بجزء بسيط يكفي لتغطية احتياجاته اليومية، رفض الإقامة في القصر الرئاسي، مفضلًا البقاء في منزله الريفي حيث كان يزرع الزهور ويعيش حياة بسيطة.

كان يؤمن بأن السعادة لا ترتبط بالمال أو بالمظاهر، وكان يقول دائمًا إن من يملك أقل، يعيش بحرية أكثر، عاش حياته كما يؤمن، ومارس السياسة دون تناقض مع مبادئه.

خوسيه موخيكا
خوسيه موخيكا

هل باع السيارة في النهاية؟

رغم كثرة العروض التي تلقاها، لا توجد أي معلومات مؤكدة حتى اليوم تفيد بأن موخيكا باع سيارته، بقيت السيارة معه، تظهر في مناسبات متفرقة، وتُعامل كجزء من تاريخه الشخصي والسياسي، حتى عندما تحدث عن إمكانية بيعها، كان هدفه نبيلًا وإنسانيًا، وهو ما زاد من رمزية السيارة وجعلها قطعة فريدة لا تقدر بثمن.

قصة خالدة وقيمة حقيقية

القيمة الحقيقية لهذه القصة لا تكمن في السيارة نفسها، بل في ما تمثله، في عالم يزداد فيه الجشع والترف، برز خوسيه موخيكا كرمز للتواضع والنزاهة، لم يسعَ للثراء، ولم يخضع لمغريات السلطة، بل اختار أن يعيش كما يؤمن، وأن يكون نموذجًا نادرًا، وتظل هذه واحدة من أكثر القصص إلهامًا في تاريخ الرؤساء المعاصرين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى