براجا بوهيما تحطم الأرقام وتدخل عالم الكبار.. من الظل إلى المجد في لفة واحدة

وبينما كانت الأنظار دائمًا تتجه نحو الشركات الكبرى وأسماء مثل كوينجسيج وأستون مارتن، جاءت بوهيما لتقلب الطاولة، مثبتة أن الإبداع الهندسي يمكن أن يأتي من حيث لا يتوقع أحد.
هذه السيارة الخارقة، التي ولدت من عقلية شركة صغيرة وطموحة، تجاوزت التوقعات عندما تفوقت بزمنها على واحدة من أقوى السيارات في العالم كوينجسيج جيسكو، ولامست أداء فالكييري الجبار.
وما يُزيد من دهشة المتابعين هو أن ذلك تم باستخدام محرك معدل من نيسان GT-R، وليس عبر محرك جديد كليًا أو منظومة هجينة معقدة.
مواصفات سيارة براجا بوهيما
أحد أكثر الجوانب إثارة للإعجاب في براجا بوهيما هو مصدر قوتها، المستمدة من محرك V6 مزدوج التيربو سعة 3.8 لتر، مأخوذ من سيارة نيسان GT-R، لكنه خضع لتعديلات دقيقة من شركة Litchfield البريطانية المتخصصة، ما أدى إلى رفع قوته إلى 700 حصان.

هذا الرقم قد لا يبدو استثنائيًا مقارنةً بالوحوش التي تتجاوز قوتها 1000 حصان، لكن التفوق الحقيقي للبوهيما لا يكمن فقط في القوة، بل في طريقة توظيفها، وتصميم الهيكل المصنوع بالكامل تقريبًا من ألياف الكربون، ساعد في تقليص وزن السيارة إلى 1043 كيلوجرامًا فقط.
هذا المزيج المثالي بين القوة وخفة الوزن، سمح للبوهيما بالانطلاق كالسهم، وتحقيق توازن ميكانيكي يصعب الوصول إليه حتى من قبل العلامات التجارية الأكثر تطورًا.
اقرأ أيضًا: سيارة KATLA الخارقة.. أداء مذهل من GIAMARO بقوة 2127 حصانا
براجا تسجل رقمًا قياسيًا
لكي تُثبت براجا بوهيما أن أداءها ليس مجرد أرقام على الورق، قامت الشركة باختبار السيارة في ميدان عملي صعب وهي حلبة Dunsfold الخاصة بـ Top Gear، ولإضفاء الجدية على التجربة، استعانت الشركة بالسائق المحترف بن كولينز، المعروف سابقًا في البرنامج بلقب “ذا ستيج”.
في اللفة الأولى، سجلت السيارة زمن 1:12.3 دقيقة، متفوقة على سيارات رياضية مرموقة مثل فيراري 488 بيستا، لكن هذا لم يكن الحد النهائي لقدرتها، إذ استمرت الاختبارات لتحقق السيارة لاحقًا زمنًا مذهلًا بلغ 1:09.8 دقيقة، متأخرة فقط بفارق 0.2 ثانية عن أستون مارتن فالكييري، السيارة التي تُعد من أعلى قمم التكنولوجيا والأداء في العالم.
وبهذا الإنجاز، أصبحت براجا بوهيما أسرع سيارة بمحرك احتراق داخلي تقليدي على هذه الحلبة، متقدمة على أسماء ضخمة ظلت تهيمن على هذه القوائم لسنوات.

براجا وتحديات السباق
بالرغم من الإنجاز المبهر، أثيرت بعض النقاشات حول عدد اللفات التجريبية التي خاضتها بوهيما، مقارنةً بالسيارات الأخرى التي عادةً ما يتم اختبارها بلفة واحدة فقط على حلبة Top Gear، ومع ذلك، لا يمكن التقليل من حجم ما حققته السيارة، خاصة وأن الظروف الطبيعية للحلبة لم تكن مثالية بالكامل.
أمام هذه الحقائق، يمكن القول إن أداء بوهيما لا يُعد فقط ممتازًا، بل هو دليل على تفوق هندسي استثنائي، يُحسب لشركة صغيرة في عالم ضخم تحكمه الأسماء الكبرى والميزانيات الهائلة، إنها لحظة نادرة تظهر فيها علامة جديدة بهذا الشكل، وتفرض نفسها على ساحة التحدي بكل ثقة.

بوهيما تُثبت أن التفوق لا يحتاج إلى اسم كبير
ما حققته Praga Bohema لم يكن مجرد تسجيل رقم على لوحة توقيت، بل هو رسالة واضحة لعالم صناعة السيارات الخارقة، أن الأداء لا يرتبط فقط بالحجم أو التاريخ، بل بالإبداع، والدقة، والقدرة على تنفيذ الأفكار بذكاء.
اقرأ أيضًا: أخبار فورمولا 1.. بياستري ينتزع الانتصار الخامس ويؤكد صدارته في موسم ناري
مع محرك معدل، هيكل خفيف، وتطوير دقيق، استطاعت هذه السيارة أن تُزعزع توازن معادلة كانت تحتكرها نخبة من الصانعين العالميين، وربما تكون هذه البداية فقط، لأن ما قدمته بوهيما قد يُشعل شرارة تغيير أكبر في طريقة تفكيرنا حول السيارات الخارقة.

براجا بوهيما من الظل إلى المجد في لفة واحدة
براجا بوهيما لم تدخل المنافسة كصاحبة ضجيج أو وعود فارغة، بل كاسم متواضع يتكلم بلغة الأداء الفعلي، والآن، أصبحت هذه السيارة رمزًا للقوة القادمة من حيث لا يتوقع أحد، بعد تفوقها على كوينجسيج جيسكو، واقترابها من زمن فالكييري، باتت البوهيما نموذجًا يُحتذى به لكل من يؤمن أن الطموح، مع التقنية الذكية، يمكن أن يفتح أبواب الأساطير.
إذا كنت تبحث عن سيارة خارقة لا تتحدث بلغة الإعلانات، بل بلغة الأرقام والاختبار الحقيقي، فقد تكون براجا بوهيما هي الإجابة الأكثر دهشة في هذا العقد.