بي واي دي الصينية تتفوق على تيسلا في الأسواق الأوروبية وتوسع هيمنتها عالميًا

وتبرز الأسواق الأوروبية، خاصة ألمانيا وبريطانيا، كأحدث ساحات التفوق الساحق للعلامة الصينية، التي باتت تشكل تهديدًا حقيقيًا لهيمنة تيسلا السابقة.
تفوق مذهل في أوروبا: بي واي دي تتجاوز تيسلا
وشهدت الأسواق الأوروبية، التي تعد من أكثر الأسواق تنافسية في العالم، صعودًا صاروخيًا لشركة بي واي دي خلال الأشهر الأخيرة، حيث تفوقت سياراتها الكهربائية والهجينة على نظيرتها الأمريكية في أداء المبيعات.
اقرأ أيضًا: لامبورجيني ريفويلتو بطلاء Verde Agave الفاخر تذهل العيون بلون متغير
وفي ألمانيا، أكبر سوق للسيارات في القارة الأوروبية، سجلت بي واي دي نموًا مذهلاً في مبيعاتها خلال أبريل 2025، حيث قفزت المبيعات بنسبة 700% مقارنة بالعام الماضي، لتصل إلى 1566 سيارة.
وفي المقابل، شهدت تيسلا انخفاضًا كارثيًا في مبيعاتها بنسبة 46% خلال الشهر ذاته، حيث لم تبع سوى 855 سيارة، مما يعكس أزمة غير مسبوقة تواجهها الشركة الأمريكية في هذا السوق الحيوي.
كما أن الوضع لم يختلف كثيرًا في بريطانيا، ثاني أكبر سوق أوروبي، حيث واصلت بي واي دي هيمنتها المطلقة، فقد باعت الشركة الصينية 2511 سيارة خلال أبريل 2025، متفوقة بفارق هائل على تيسلا التي سجلت مبيعات متواضعة بلغت 512 سيارة فقط.
وهذه الأرقام تؤكد الزخم المتسارع الذي تتمتع به بي واي دي، والذي يعيد تشكيل خارطة المنافسة في قطاع السيارات الكهربائية.

جودة وأسعار تنافسية
ويعزى النجاح الكاسح لبي واي دي في الأسواق الأوروبية إلى عدة عوامل رئيسية، أولاً تقدم الشركة سيارات كهربائية وهجينة بمواصفات تقنية متقدمة تلبي احتياجات المستهلكين، مع أسعار تنافسية تجعلها خيارًا مفضلاً مقارنة بتيسلا، التي تعاني من ارتفاع تكاليف بعض طرازاتها.
وتظهر الشركة الصينية مرونة كبيرة في تصميم سيارات تناسب الأذواق الأوروبية، مع التركيز على الكفاءة، الأداء، والتصميم العصري.
وثانيًا تلعب العوامل الاقتصادية دورًا حاسمًا، حيث يميل المستهلكون الأوروبيون إلى تفضيل العلامات التجارية التي تقدم قيمة عالية مقابل المال.
وفي هذا السياق، استطاعت بي واي دي أن تملأ الفجوة التي تركتها تيسلا، التي تواجه انتقادات متزايدة بسبب استراتيجيات التسعير الخاصة بها.
اقرأ أيضًا: Air Car 2.. سيارة طائرة ستغير مفهوم القيادة بسعر يصل إلى مليون دولار (فيديو)
أزمة مبيعات وجدل سياسي يواجه تسيلا
في المقابل، تواجه تيسلا تحديات متزايدة تهدد مكانتها في السوق الأوروبية. بالإضافة إلى المنافسة الشرسة من بي واي دي وغيرها من العلامات الصينية، تعاني الشركة الأمريكية من تراجع شعبيتها بسبب الجدل المحيط بمؤسسها ورئيسها التنفيذي، إيلون ماسك.
وقد أثارت مواقفه السياسية، التي يصفها البعض في أوروبا بـ”اليمينية المتطرفة”، نفورًا لدى شريحة من المستهلكين، مما أثر سلبًا على صورة العلامة التجارية.
كما أن استراتيجيات تيسلا في الإنتاج والتسويق لم تواكب التغيرات السريعة في السوق الأوروبية، حيث يطالب المستهلكون بمزيد من التنوع في الطرازات وتحسينات في خدمات ما بعد البيع، وهي مجالات برزت فيها بي واي دي بشكل لافت.

أرقام عالمية تؤكد هيمنة بي واي دي
وعلى الصعيد العالمي، تحتفل بي واي دي بإنجازاتها اللافتة، حيث أعلنت الشركة عن بيع 380,000 سيارة خلال أبريل 2025، بزيادة قدرها 21% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي.
وتشمل هذه الأرقام 195,000 سيارة كهربائية بالكامل، و176,000 سيارة هجينة قابلة للشحن، مما يعكس تنوع محفظة منتجات الشركة وقدرتها على تلبية احتياجات مختلف شرائح المستهلكين.
ورغم أن السوق الصينية لا تزال تمثل العمود الفقري لمبيعات الشركة، حيث استحوذت على 301,000 سيارة في أبريل 2025، فإن الشركة حققت تقدمًا ملحوظًا في الأسواق الدولية، مع بيع 79,000 سيارة خارج الصين خلال الشهر ذاته.
وتعد هذه الأرقام مؤشرًا واضحًا على طموح بي واي دي لتصبح لاعبًا عالميًا رائدًا في صناعة السيارات.
اقرأ أيضًا: سيارة Odd Rod .. تحفة فنية معدلة تتحدى القوانين مع شخصية مازدا MX-5
هل تستعيد تيسلا بريقها؟
ومع استمرار بي واي دي في تعزيز حضورها العالمي، تتجه الأنظار نحو رد فعل تيسلا وغيرها من الشركات المنافسة، فهل ستتمكن تيسلا من استعادة مكانتها من خلال استراتيجيات تسعير جديدة أو تحسينات في منتجاتها؟ أم أن العلامات الصينية، بقيادة الشركة الصينية، ستعيد صياغة قواعد اللعبة في صناعة السيارات الكهربائية؟.
وفي الوقت الحالي، تبدو الشركة الصينية في صدارة السباق، مدعومة بابتكاراتها التقنية، أسعارها التنافسية، وفهمها العميق لاحتياجات المستهلكين، ومع خططها للتوسع في أسواق جديدة وزيادة الإنتاج، يبدو أن الشركة الصينية مستعدة لترسيخ مكانتها كقوة لا تضاهى في عالم السيارات الكهربائية.